ماذا لو تزوجنا عن حب
بقلم
د. أسما الصيفي
Amb. K.M.A. HON. Dr. Asma Elseify
من رواية للكاتب "سعيد فتاحين " قد استخلصت لكم بعض النصائح الخاصة بالعلاقات الأسرية وخاصة بين الشباب الواهم الذي يبحث عن الموضة حتى في الارتباط العاطفي والتقليد الأعمى الذي تبدأ فيه العلاقة بشيء اسمه الوهم يعتقدون بأنه الحب نعم يسمونه الحب ، وأنا من وجهة نظري أراه الوهم الظاهري الذي يتم ربطه بالموضة ، والكرامة ، والتقليد المزيف ، وغيرهم الكثير الذي يعتقدون أنه الحب .... الحب ياسادة ينبع من قلب صادق واعٍ باختياره للشخص الذي يشبهه ويكون له نصفاً آخراً مكملاً لذلك الأول الذي اختاره وهو على يقين كامل بأنه قد اختار من يفهم إحساسه ويقدره ويشعر بما يريد ، إذا يجب علينا عندما نختار من يكمل معنا مشوار حياتنا فعلينا أن نخبئ دفاتر أسرارنا في عيوننا ، ونحل كل المشكلات تحت سقف واحد ، وأن لا يسمع الجيران صراخنا ، وأن لاينكد على زواجنا أحد، بأن نكون كغصنين متعانقين يحملان ثمرةً ناضجة ، بأن يكتب لكي القصائد لكي تغنينها على حبل الغسيل وأنت تنتظرين عودته .
لذلك يجب أن يكون هذا الزواج أو هذه العلاقة قائمة علي التوافق الفكري قبل أن يكون التوافق العاطفي ، لكي ترون فكرة اختياركم لبعض كانت عبارة عن ثورةً تنازع كل منكم من أجل الحصول والوصول إليها دون شخص آخر، فالحب هو التوافق الفكري والعاطفي بين الشخصين وليس مجرد قانون أسري لإرضاء الأهل والعادات والتقاليد...إذا فماذا لو تزّوجتم عن حب وغنيتم في الطرقات وركضتم في مدينة الألعاب و اشتريتم المسكرات و عشتم بالعشق الذي لا ينتهي ، يفهم كل منكم الآخر بغمزة أو بتهنيده ، تقرأين وجهه وتزيلين عنه الأوجاع حين يراكِي ، بأن يسرد لكي الحكايات و تحكين له القصص ، طبعًا لن يراكي آلة لإنجاب الأطفال بل ملكةً تطل على الأطلال ، وستكون ثمرةً نضجكم أطفالكم وحياتكَم ملكٌ لكم و ليذهب العالم إلى الجحيم .
فعندما تتزّوجين عن حب لن تشعرين بالكبر أو الشيخوخة ، وسوف تتذكرين الرسائل والصور والأحاديث كل يوم وستكونين وطنًا جميلاً و سيكون هو أيضاً شوارعك ، وسيكون شمسٌك وعبّادها ، وستقبلين به وترفضين أبناء الأعيان وسيكون لكي المختار وليس ضيفًا عشوائيًا في حياتك ، لكي تقبلينه بأحلامك المؤجلة ، ويقبلك بوجودك ، وسيكون شريك معك في الحياة ، تنشغلون أكثر بهمومكم وتهربون معاً كل مساءٍ عالمكم . إذاً فماذا لو كان بينكم كل هذا العشق لتنسون أنكم قد انشغلتم ذات مرَّة بأمر هذه الأمة التي أكلت أبناءها في ساعات الجوع والشبع.. وتذوقتم بها مرارة الخوف من عساكرها ومخبريها ، وليلها وكلابها..! هذه الأمة الخؤون التي ضحكت عليكم وقالت أن ثمَّة حرب ستقتلكم ، وأن الغد أسود عليكم ، وأن الحُب بينكم مستحيل .
فماذا حقاً لو تزّوجتم عن حب ، فهذا يعني أنكم على قيّد الحياة ولم تموت المشاعر داخلكم ، بأن تكوني بيته الذي أسكنكي إياه ، وأن يكون هو البلدة التي تحبينها لأن هذا يعني أنكم تعيشون سوياً و لا أحد يعيش بقرارته داخلكم ، بأن تكونين له وأن يكون كله لكي وحدك .
لذلك أيتها الفتاة أو الزوجة يجب عليكي المحافظة والتمسك بحبك وعدم الإهمال والاهتمام الابدي بزوجك لكي تكتمل سعادتكم وتحيا مدى حياتكما وتشعرين بسعادة لا تفتقرين إليها ما دمتي حريصة على إسعاده وبعث الروح والمودة والحب الابدي بينكما.
0 تعليقات