يوافق اليوم الذكرى الرابعة والتسعين على ميلاد لواء ا.ح مهندس باقي زكي يوسف ياقوت

 

يوافق اليوم الذكرى الرابعة والتسعين على ميلاد لواء ا.ح مهندس  باقي زكي يوسف ياقوت 



23 يوليو 1931 : 23 يونيو 2018 (87 سنة)


رئيس فرع مركبات الجيش الثالث الميداني اثناء حرب اكتوبر 1973 برتبة عقيد مهندس 


ولد باقي زكي يوسف ياقوت بمحافظة القاهرة يوم السبت الموافق 23 يوليو عام 1931


حصل على الشهادة الابتدائية عام 1943


ثم حصل على شهادة التوجيهية عام 1948


التحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس عام 1949 


وحصل منها علي بكالوريوس الهندسة الميكانيكية في يونيو عام 1954


انضم الي القوات المسلحة في ديسمبر عام 1954 برتبة ملازم أول مهندس 


تدرج في الوظائف 

 ‏

حيث أنه عين مدرساً بالكلية الحربية


و مدرساً في معهد المهندسين العسكريين 


انتُدب للعمل في مشروع السد العالي في مايو عام 1964 ثم عين وهو برتبة مقدم رئيساً لفرع المركبات في الفرقة 19 مشاة وفي هذه الفترة شاهد عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال في داخل مشروع السد العالي بمحافظة أسوان والتي كانت هذه هي بذرة فكرة أحداث ثغرات في الساتر الترابي المواجه لخط بارليف 


وفي عام 1969 عرض المقدم مهندس باقي زكي يوسف علي العقيد ا.ح طلعت مسلم رئيس عمليات الفرقة 19 مشاة فكرة فتح الثغرات فى خط بارليف  حيث قام بتصعيد هذه الفكرة للقيادة العسكرية والسياسية


وكانوا موجودين غرب القنال في مايو 1969 وصدرت لهم تعليمات بالاستعداد للعبور وكانت أكبر مشكلة أمام الفرقة هي التغلب على الساتر الترابي وفتح ثغرات فيه

واستعان الإسرائيليين بشركات متخصصة ودرسوا وبنوا خط بارليف وكلفوه ملايين وظلوا يرفعوا منه ويزيدوا عليه سنوات متتالية على أساس أنه سيكون حدود إسرائيل ولا يمكن اختراقه وكان الجيش المصري يبعث بعمليات خلف خطوط العدو فتجمع لنا كل المعلومات التي نحتاج إليها

وبلغ الموقف صعوبته القصوى عندما أكد الخبراء الروس أن خط بارليف يحتاج إلى قنبلتين نوويتين لاختراقه .


وفي عام 1969 صدرت أوامر أن الاستعداد للحرب  وأثناء اجتماع القادة برئاسة اللواء سعد زغلول عبد الكريم قائد الفرقة 19 مشاة والعميد ا.ح محمد ابو الفتح محرم رئيس اركان الفرقة والعقيد ا.ح طلعت مسلم رئيس عمليات الفرقة لدراسة الأفكار المقترحة للعبور وجد أن كل الاقتراحات التي تم عرضها كان زمن فتح الثغرة فيها كبير، يتراوح بين 12 – 15 ساعة وكانت الخسائر البشرية المتوقعة لا تقل عن 20% من القوات .


وحتى دخل الاجتماع لم يكن في ذهنه أي حل للمعضلة العسكرية والعائق الضخم المتمثل في خط بارليف ولكن عندما شرح القائد اللواء سعد زغلول عبد الكريم طبيعة المانع وفهم أنه يغلب عليه الساتر الترابي تذكر عمله بالسد العالي حيث كان  يعمل كمنتدب في بداية الستينات من ابريل 1964 وحتى نكسة يونيو 1967 ومضخات المياه التي كانت تهزم التراب في دقائق معدودة فرفع يده فوراً وقبل أن يحل دوره في الكلام .

فطلب منه القائد الانتظار حتى يحل دوره ولكنه أكد له أن ما سيقوله هام وعاجل فسمح له اللواء سعد زغلول عبد الكريم


فقال له : 

انتوا بتقولوا رملة . وربنا أدانا الحل قدام المشكلة وتحت رجلينا وهو الميه . وفي الحالة دي الميه حتكون أقوى من المفرقعات والألغام والصواريخ وأوفر وأسرع مجرد ما أنهي كلامه وجد سكون في القاعة لدرجة أنه خاف أن يكون خرف


وكان همهم الأكبر مستقبل المعركة ومستقبل مصر ولم يكونوا يفكرون في أي اعتبارات شخصية وكان وقتها يوجد ترحيب بالشباب وبالأفكار الجديدة


وفتح باب النقاش بين قادة كل الأسلحة كل في تخصصه ولم يكن هناك مشكلة مبدئية بالنسبة للفكرة ولكن كان الأهم أن تكون مضخات المياه صغيرة بحيث تركب على القوارب المطاطية ويمكن المناورة بيها لتأمين سلامتها وسلامة الجنود المسئولين عن تشغيلها .


وبعد عرض الفكرة على قائد الفرقة 19 مشاة اللواء سعد زغلول عبد الكريم قام بالاتصال ب نائب رئيس هيئة العمليات اللواء أركان حرب ممدوح جاد التهامي

وأخبره أن ضابط برتبة مقدم في فرقته لديه فكرة يريد عرضها عليه فسأله: اسمه إيه؟ قال له باقي زكي يوسف


قال اللواء التهامي : 

لأ ده أنا عارفه ده ما بيهزرش هاتهولي .


ثم ذهبوا في اليوم التالي إليه ومجرد ما سمع الفكرة وهو جالس على المكتب

خبط بأيده على البنورة وقال هي ماتجيش إلا كده .

وخلال 12 ساعة ما بين الساعة 12 ليلاً وحتى الساعة 12 ظهر اليوم التالي كانت الفكرة وصلت لأعلى مستوى في القوات المسلحة وفي أقل من أسبوع كانت وصلت للرئيس جمال عبد الناصر القائد الأعلى للقوات المسلحة .


وجاء اتصال من اللواء سعد زغلول عبد الكريم الذي قال لباقي زكي يوسف


أنا النهاردة بأمضي إمضاء من أشرف إمضاءاتي العسكرية فشكره جدا وقال له يا افندم لو مكنتش حضرتك سمعتها ودعمتها وأديتها ثقلك مكنتش اتنفذت


 قال له :

لأ يا ابني ماتقولش كده . ده انت اديتنا الطفاشة اللي فتحنا بيها بوابة مصر ويكفي أنه لم ينسبها لنفسه كما نسمع في هذه الأيام . 


رقي بعدها المقدم باقي زكي يوسف الي رتبة العقيد وعين رئيساً لفرع مركبات الجيش الثالث الميداني 


وكانت تلك هي الوظيفة التي يتولاها العقيد مهندس باقي زكي يوسف عندما اندلعت حرب اكتوبر عام 1973


لم ينل سلاح المركبات في حرب أكتوبر حقه في إلقاء الضوء على بطولاته الخالدة كنظرائه من الأسلحة الأخرى رغم دوره الكبير الذي جعله أحد أهم مفاتيح النصر على إسرائيل .


فقد بدأ المعركة قبل ساعات من الاشتباك بنقل الجنود إلى خط المواجهة  ونفذت المركبات البرمائية عملية تمهيدية لإقامة جسور الكباري وعبور القوات للضفة الشرقية للقناة 

وقامت المركبات بنقل أكثر من 250 ألفً من الجنود إلى خط المواجهة كما نفذت المركبات البرمائية عملية تمهيدية لإنشاء رؤوس الكباري وعبور القوات للضفة الشرقية للقناة 

وتمكن عدد من المركبات البرمائية من السير لمسافة 30 كم بمنطقة البحيرات الكبري وواجهت القوات الإسرائيلية ببسالة منقطعة النظير و أن جميع أنواع المركبات استخدمت خلال الحرب بدءً من ناقلات الجنود والدبابات والشاحنات وناقلات المعدات والوقود أجهزة الاتصالات والذخائر وغيرها

كما قامت إدارة المركبات بالإسهام بنقل معدات المياه لإزالة الساتر الترابي ونقل نحو 280 ألف جندي إلى داخل سيناء

وقد تم استخدام جميع أنواع المركبات خلال الحرب  من ناقلات للجند والدبابات والشاحنات وناقلات المعدات وناقلات أجهزة الاتصالات وناقلات الذخائر وتأمين القادة ونقل الأموال .

كما أن ناقلات الوقود الضخمة كان لها دور محوري في الحرب لتأمين احتياجات القوات .

وأيضاً لا يمكن أن نغفل دور عناصر صيانة المركبات وقطع الغيار خاصة في ظل القصف الإسرائيلي لعلاج أي خلل فوراً


نجحت فكرة العقيد مهندس باقي زكي يوسف في إزالة 10 ملايين متر مكعب

____

بعد انتهاء الحرب كرم الرئيس السادات قادتها ومنح العقيد مهندس باقي زكي يوسف نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى 


شغل بعد ذلك العديد من المناصب في إدارة المهندسين العسكريين والهيئة الهندسية حتي وصل إلي رتبة لواء عام 1979


وانتهت خدمته في القوات المسلحة بالإحالة للتقاعد اعتباراً من 1 يوليو عام 1984 .

____

الأوسمة والنياشين : 

حصل على العديد من الأوسمة والنياشين تقديراً لمجمل أعماله الجليلة في خدمة وطنه وقواته المسلحة علي مدار 30 عام 


أبرزهم 


وسام الجمهورية من الطبقة الثانية 


وسام التحرير


وسام ذكري قيام الجمهورية العربية المتحدة


نوط التحرير


نوط الجلاء


نوط الاستقلال


نوط النصر 


نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى 


نوط الخدمة الممتازة 


ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة 


ميدالية 6 اكتوبر التذكارية


ميدالية مقاتلي اكتوبر 73


ميدالية يوم الجيش


ميدالية العيد العاشر لثورة يوليو


ميدالية العيد العشرون لثورة يوليو


ميدالية اليوبيل الفضي لحرب اكتوبر

____

تم إطلاق اسم اللواء مهندس باقي زكي يوسف على نفق شارع التسعين بمدينة القاهرة الجديدة

____

الحالة الاجتماعية :

متزوج من السيدة : عواطف نجيب اسكندر 

ولم يرزق بأبناء 


واستمر الزواج حتي وفاته .

____

رحل اللواء مهندس باقي زكي يوسف عن عالمنا يوم السبت الموافق 23 يونيو عام 2018 عن عمر يناهز السابعة والثمانين عام عاش خلالها حياة حافلة بالبطولات .......

#محمد_حجازى.

إرسال تعليق

0 تعليقات