ٱدم الروائي العالمي محي الدين محمود حافظ 🇪🇬

 

ٱدم




الروائي العالمي

محي الدين محمود حافظ 


(المشهد: غرفة بيضاء لامعة، بدون نوافذ،،)

 يجلس "آدم" على كرسي معدني


 أمامه طاولة عليها جهاز صغير يشبه سماعة رأس. 


تدخل "ليان" بملابس رسمية، تحمل في يدها شاشة لوحية


ليان: مرحبًا يا آدم… أعتقد إنك عارف إحنا هنا ليه.


آدم: (ينظر حوله بارتباك) مش عارف إنتي مين…

 ولا أنا جيت هنا إزاي.


ليان: (تبتسم ببرود) 


طبيعي ادم ده فقدان مؤقت للذاكرة بعد النقل. 

هيتصلح قريب.


ٱدم :يتصلح قريب انت هبله  انا فين انا مييين؟


(تضع الشاشة أمامه، تظهر عليها قائمة طويلة)


تبتسم ليا بهدوء...


دي سجلّك ٱدم...


شامل كل الذكريات اللي بعتها للسوق


آدم: سوق ايه انتوبتقولوا ايه؟! ذكريات ايه ؟ 


انت مبرشمة يا ست انتي ..أنا فين ؟


و بعت إيه بالظبط؟


ليان: (بهدوء) 


حياتك.


تدور رأس ادم وكاد يفقد عقله


حياتي اية هيه حياتي مش فاكر..انتو مييييين؟


ترد ليان مبتسمه

حياتك ادم

من أول ضحكتك الأولى

، لآخر حضن من شخص بتحبه

. كلها اتحوّلت لبيانات

 واترفعت على السحابة


آدم: (يتنفس بسرعة)


سحابة و بيانات... لا… لا، مستحيل! 


طب ليه أعمل كده؟


ليان: (تقترب وتجلس مقابله)


اهدي ادم   الاجابة لأنك كنت محتاج الفلوس. سنة 2075


 الذاكرة هي العملة.

و كان عندك دين كبير جدًا، 


وسددته. لكن… فات أوان التراجع.


آدم: (بصوت مرتجف) طيب… مين أنا؟


ليان: (تنقر على الشاشة) 


اسمك آدم… عندك 34 سنة


كان عندك أخت اسمها نور


 لكن للأسف، دي المعلومات الوحيدة اللي فضلت معانا.


آدم: (يصمت، ثم يبتسم بمرارة)


 وأنا… كنت بحب حد؟


متجوز مرتبط خاطب اي حاجة 


ليان: (تتردد لحظة)


 كان في ذكرى متكررة في كل ذكرياتك


 بنت 


ادم: مين البنت اسمها ايه...هو في اية ؟


(تنظر له بهدوء)


البنت إسمها ليان

ايوه ادم

أنا هي


بعت حبك الوحيد لسداد

دين...انا ليان ادم


آدم: (ينظر لها بدهشة)


 إنتي…؟


 ليه اسمك في ذاكرتي؟


ليان: (تبتسم بخفة)


 لأنك بعت كل حاجة… 


إلا ذكرياتي أنا عنك.


آدم: (ينهار في صمت، والضوء يضعف تدريجيًا…)


صوت آلي في الخلفية: 


"تمت العملية بنجاح. 

العميل جاهز للتنصيب بذاكرة جديدة."


النهاية… أم البداية؟


الروائي

محي الدين محمود حافظ

إرسال تعليق

0 تعليقات